في حادث إجرامي وحشي.. قام مثيرو شغب من الهندوس بحرق 6 من أفراد عائلة مسلمة وهم أحياء يوم الأحد12-10-2008؛ بعدما أضرموا النار في منزلهم الكائن في قرية "فاتولي" بولاية "أندرا براديش" جنوبي الهند.
جاء هذا الحادث إثر مصادمات وقعت بين الهندوس والمسلمين في نفس القرية الجمعة الماضي 10-10-2008.. في تفجر جديد للعنف الطائفي بين الهندوس والمسلمين في المنطقة.
وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية للأنباء أن أشخاصا مجهولين من الهندوس أضرموا النار في منزل عائلة مسلمة في قرية "فاتولي" القريبة من بلدة "بهينسا" التي تبعد 275 كيلومترا شمال مدينة حيدر آباد عاصمة ولاية "أندرا براديش".
وأوضح "جانا ريدي" وزير داخلية ولاية "أندرا براديش"أن الحادث وقع قبيل فجر اليوم الأحد، مشيرا إلى أن 3 من ضحايا الحريق كانوا أطفال بينهم رضيع لم يتجاوز عمره العامين.
واعترف ريدي بفشل السلطات الأمنية في منع وقوع الحادث الشنيع التي تعرضت له الأسرة المسلمة، رغم قيامها بفرض حظرا للتجول على القرية منذ بداية أحداث العنف فيها الجمعة.
نداءات لحماية المسلمين
وإثر الحادث نادي زعماء المسلمين بتوفير حماية أفضل للأقليات المسلمة خاصة في المناطق النائية.
وقال "أسدالدين أواسي" العضو المسلم في البرلمان الهندي: "بالرغم من نداءاتنا ومناشداتنا المتكررة.. فشلت الحكومة في توفير الحماية للمسلمين الذين يعيشون في المناطق النائية في أعداد صغيرة بين أغلبية هندوسية ".
كما طلب رئيس وزراء ولاية "أندرا براديش" من الشرطة والسلطات المحلية البقاء في حالة تأهب قصوى كما أمر بفتح تحقيق في الحادث.
وكانت المصادمات بين الهندوس والمسلمين في المنطقة قد اندلعت الجمعة الماضي؛ إثر تعمد مجموعة من الهندوس تلاوة ترتيلات هندوسية أمام بعض المسلمين المتجمعين قرب أحد المساجد. وقتل في هذه المصادمات 4 أشخاص وأصيب 20 آخرين.
كما ساد التوتر في بلدتى "نيرمال" و"عادل آباد" ؛ حيث فرضت الشرطة حظرا للتجول أيضاً.
تاريخ من العداء
وساد السلم العلاقة بين المسلمين والهندوس إلى حد ما منذ التقسيمِ الداميِ لشبه القارة الهندية إلى الهند وباكستان بعد الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947. لكن جذور عدم الثقة بين الجانبين ما زالت متأصلة وهناك حوادث عنف متقطعة تقع بينهما.
ووقع أسوأ حادث خلال السنوات الأخيرة عام 2002؛ عندما قتل أكثر من 2500 شخص معظمهم من المسلمين في مذبحة وقعت في ولاية "جوجارات" غربي الهند، وذلك بعدما لقي 59 من الحجاج الهندوس مصرعهم في حادث حريق بقطار ألقى البعض اللوم فيه على المسلمين. واعترف متطرفون هندوس في عام 2007 بارتكابهم المذبحة بالاشتراك مع مسئولين من حكومة الولاية أقروا بمسئوليتهم أيضا عن الواقعة وذلك في سلسلة تسجيلات فيديو كشفت عنها مجلة "تيهيلكا" الهندية الأسبوعية في موقعها الإلكتروني.
وتضم الهند ثالث أكبر تجمع سكاني مسلم في العالم بعد إندونيسيا وباكستان، ويمثل الهندوس 80% من عدد سكانها البالغ 1.1 مليار نسمة، 13.5% منهم مسلمون.
ويعاني مسلمو الهند أوضاعا اجتماعية واقتصادية مزرية مقارنة بمختلف شرائح المجتمع الهندي العرقية والدينية، حسبما جاء في كتاب جديد في مادة علم الاجتماع مخصص لطلبة المرحلة الدراسية الثامنة في الهند نشرته مؤخرا "لجنة الأبحاث والتدريب بالمجلس القومي للتعليم" في الهند
المصدر