وقف سلمانوف يرتعد من شدة البرد وهو ينظر متعجباً عبر الثقوب التي أحدثها الرصاص في جدار بيتهم، فإذا مجموعة من أهل قريته قد اصطفوا للصلاة فكبروا سبعاً ثم بدؤوا بالصلاة فتعجب حيث أنه لا يتذكر صلاة تصلى في هذا الوقت أو بهذه الطريقة فقد رآهم يكبرون سبع تكبيرات فسال أمه: أمي ماذا يصلي هؤلاء؟؟
أجابته أمه وهي ترقع قميصه الممزق: صلاة العيد يا ولدي.
سلمانوف: صلاة العيد!! وما هي صلاة العيد هذه؟
الأم: صلاة يصليها كلما جاء العيد.
سلمانوف: ومن هو العيد هذا!! فأنا لم أره؟؟
الأم: العيد هي أيام تأتي بعد شهر رمضان وأيام الحج وليست إنساناً.
سلمانوف: إذن هي أيام، ولكن ماذا يفعل الناس في العيد؟.
الأم: هي أيام فرح وسرور ولبس الجديد وأكل وشرب.
سلمانوف: أمي أين الأكل والشرب؟ فليس لدينا شيء نأكله سوى خبز يابس منتن، وكيف نفرح وقد قتل المجرمون والدي وأخذوا أختي إلى حيث لا نعلم؟؟.
قالت الأم وهي مازالت ترقع القميص وقد أثر فهيا ذكر زوجها وأبنتها: لقد سألتني عن العيد فأجبتك.
سلمانوف ينظر حوله بمرارة وهو يرتجف من شدة البرد: هل المسلمون الذين حدثتني عنهم خلف البحار يفرحون في هذا اليوم؟؟
الأم: إنه يوم فرح، وقد كنا نفرح به قبل سنوات.
سلمانوف: ولكننا لا نعرف طعم الفرح منذ دخل هؤلاء المجرمون أرضنا، إننا نعرف طعم الموت والجوع والخوف فقط.
التقت عين الأم بولدها فسالت عبرات على خديها تتلوها عبرات
ثم سمع سلمانوف صوت الإمام يقول: أيها المسلمون إنه يوم عيدكم.
( صبرا يا ايها الشيشان ان موعدكم الجنة ان شاء الله )