وكالات ـ في الكونجرس الأمريكي حالة غضب في أوساط سياسية وبرلمانية، رأت فيها تدخلا أمريكيا في الشأن الداخلي البحريني، فيما احتضن بيت القرآن في البحرين ليل الخميس/الجمعة، ندوة جماهيرية حول “أدب الحوار في ضوء مشروعية تعدد الرأي” شهدت دعوات إلى العمل المشترك بين أبناء البلاد للتصدي للممارسات المثيرة للفتنة والدعوات الطائفية.
وأثارت مشاركة عدد من الناشطين البحرينيين ونائب معارض في جلسة بعنوان “أثر الإصلاحات السياسية على الحريات في البحرين” ردود فعل متباينة، حيث عقدت الأربعاء الماضي في واشنطن جلسة استماع بدعوة من لجنة حقوق الإنسان التابعة للكونجرس بالتعاون مع فريق العمل المختص بالحريات الدينية، شهدت مشاركة النائب الوفاقي الدكتور جاسم حسين، ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان المنحل نبيل رجب، وعضو حركة حق المحظورة عبد الجليل السنكيس والناشطة مريم الخواجة.
وعقدت اللجنة برئاسة النائب فرانك وولف والدكتور توبي جونز الأستاذ المساعد في جامعة روتجرز، فيما حاولت السفارة الأمريكية في المنامة استباق ردود الأفعال الغاضبة المتوقعة بإصدار بيان مقتضب قالت فيه “إن النائبين هما عضوان في الهيئة البرلمانية المعنية بالحريات الدينية في العالم وهما يسعيان لسماع وجهات نظر الأطراف الأخرى”.
وأثارت الأطروحات التي تضمنتها الجلسة ردود فعل غاضبة، حيث أكدت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان على لسان أمينها العام عبد الله الدرازي أن البحرين من الدول المساندة للحريات الدينية، كما أن الحرية الدينية مكفولة والشعائر تقام من دون أن يتعرض لها أحد.
واستنكر النائب عبد الرحمن بو مجيد عضو لجنة الخارجية والدفاع والأمن الوطني النهج الذي تسلكه بعض القوى السياسية والبرلمانية والحقوقية بلجوئها إلى الخارج في قضايا الشأن المحلي، واعتبر أن هذه الجهات الخارجية بعيدة كل البعد عن البيت البحريني بأطيافه الدينية ومكوناته السياسية، وأكد أن باب الوطن مفتوح على مصراعيه.
واستغرب بومجيد تدخل بعض أعضاء الكونجرس في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، وطالب وزارة الخارجية بضرورة استدعاء السفير الأمريكي وإبلاغه استياء الشعب البحريني.
في المقابل، أكد النائب الوفاقي الدكتور جاسم حسين أن حضوره الجلسة جزء من حقوقه، وأنه يحق للنواب أن يحضروا أية جلسة أو ندوة تعقد في برلمانات العالم تتناول الشأن البحريني.
ورفض حسين اتهامه باللجوء إلى الخارج، مبينا أن نتائج الجلسة لا تعدو كونها رسالة أخلاقية بضرورة ما سماه وقف التمييز الذي له تداعيات سياسية لها أبعادها المختلفة على حد تعبيره.
وأعلن عضو كتلة الوفاق النيابية النائب جميل كاظم أن “السبب وراء اللجوء إلى الخارج هو إسقاط كل الخيارات الداخلية وعدم الاكتراث بكل الرسائل التي وجهت بشأن وجود التمييز”.
وتفاعل حشد جماهيري مع الطرح الرافض لخطابات التحريض والتأجيج والطائفية والاتهام، وإعلان رفض الخطاب السيئ الذي يحرق ويدمر ويعتمد على التحشيد للكراهية.
ودعا الغريفي إلى فعاليات مشتركة بين أتباع المذاهب، مستدركاً بأن هذه الفعاليات ستواجه معوقات وستعمل بعض الجهات على إجهاضها.
وقدم علي الهاشمي نماذج من التراث الإسلامي العظيم في تعامل الرسول الكريم وأهل البيت والصحابة الكرام في النقاش والتحاور، مؤكداً أن الحوار المؤسس على الاحترام يؤتي ثماره، أما الحوار الذي يعلوه الغرور والتعالي فلا نأمل منه الوصول إلى النتائج المرجوة.