الهيئه تشن حرب على قصات الكدش

جريدة السياسة
يواجه الشبان السعوديون الذين يضعون قصّات "الكدش" الأفريقية هذه الأيام، حملة يقوم بها جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي المنكر، تهدف إلى إجبارهم على حلق شعورهم من أجل محاربة هذه القَصّة التي باتت الآن القَصة الأشهر في أوساط الشباب.
ويأتي هجوم الهيئة الجديد على قَصة الشعر هذه، بعد مهادنة توقف فيها رجال الهيئة عن التدخل بالقوة في حلق قصّات شعر "الكدش" مكتفين بالتوبيخ والتقريع، إلا أن هذه المهادنة يبدو أنها انتهت الآن.
وعلى الرغم من عدم وجود تعليمات رسمية صادرة بمحاربة مثل هذه القَصة تحديداً، إلا أن انتشارها في ظل غياب تدخل "الهيئة"، أدى إلى إعادة الأوامر بوقف مثل هذه التظاهرة التي يجريها الشبان في رءوسهم.
وبحسب معلومات حصلت عليها "السياسي"، فإن الهيئة قامت بالفعل باحتجاز مجموعات من الشبان يفضّلون مثل هذه القَصة، وأجبرتهم على حلق شعورهم رغما عنهم.
ولا يقتصر هجوم الهيئة على قصّات "الكدش"، ولكن على جميع قصات الشعر التي تخالف "الطريقة الإسلامية" بحسب الحجة التي يستند عليها رجال الهيئة في حربهم المتجددة على الشَّعر.
وتلقى مثل الهجمات استياء شديدا في أوساط الشباب، الذين يرون في مثل هذا التصرف انتهاكاً لأبسط معاني الحرية الشخصية، بحسب ما يقول الشاب تركي السلطان، ويضيف:" من حق الشخص أن يفضّل قَصة الشعر التي تعجبه. كدش, شعر طويل, زيرو, لا يهم إذا لم نقم بوضعها على رءوس الآخرين".
ويجادل شبان "الكدش" بأن قصتهم تتلاءم مع "الطريقة الإسلامية" التي تطالب بها الهيئة؛ لأنها قائمة فقط على نفش الشعر وليس حلق الشعر وترك بعضه بما يسمى "القزع". إلا أن الهيئة ترى في هذه القَصة تشبها بالغرب، على الرغم من أنها تشبُّه بـ" الأفارقة".
وبالرغم من هجوم الهيئة الجديد على قَصة الشعر الجديدة هذه، إلا أنه سيبدو هجوماً غير ناجح مع إصرار هؤلاء الشبان على اختيار مثل هذه القَصة التي تنتشر ليس على مستوى عربي فقط، وإنما عالمي.
ومن المتوقع أن يلجأ شبان "الكدش" في الفترة القادمة إلى استخدم حيل تهدف إلى تغطية الرأس بطرق مختلفة "لحين زوال هذه الموجة الجديدة من إعدام هذه القصّات" بحسب ما هو يقول الشاب تركي السلطان, ويضيف:"من المستحيل أن تستمر الهيئة بحملتها هذه لأنها ستؤدي إلى القبض على نصف شباب الرياض. لن تستطيع الهيئة حلق رءوس هؤلاء الشباب العنيدين رغما عنهم. ستحدث مشاكل كبيرة، وستتراجع الهيئة عاجلاً أم آجلاً".
يبدو أن تخلّي رجال الهيئة عن مراقبة قصّات الشعر في وقت سابق، قبل أن تعود من جديد، نابع من تجربة طويلة لها مع الفشل. حيث أخفقت كل حملاتها السابقة في منع انتشار موضات جديدة من قصات الشعر التي تنتشر بسرعة في أوساط الشباب السعودي المغرم بالصرعات الجديدة.
فعلى مدار عقود انتشرت العديد من قصّات الشعر المحظورة لدى جهاز الهيئة، بدءا من قصة "الكابوريا" إلى قصّات "السيزر" إلى قصات الشعر الطويل نهاية بقصات "الكدش"، وكلها لم تنجح الهيئة في إخفائها من المجتمع.
يقول أحد المعلقين لـ"السياسي":" محاربة الهيئة لقصّات الشَّعر فاشلة، لأن لا أحد يقدر على وقف حركة الحياة, لذا من غير المستغرب أن جميع حملاتها السابقة فشلت فشلاً ذريعاً. ولكن الهيئة تريد أن تثبت سلطتها فقط".
وتلقى قصات الشعر الجديدة, وخصوصاً "الكدش", استياء اجتماعياً بات تقليديا وغير ذي جدوى بسبب تكراره مع كل قَصة جديدة تنتشر في أوساط الشباب, إلا أن هذه القصّات يتم قبولها في النهاية كأمر واقع

» شاب يبكي رجال الهيئه